|
رحيل فايز محمود: الفكر التنويري لا يقول وداعاً
مشروع فلسفي علي طاولة الحوار
مؤيد داود البصام:
فجر يوم الثلاثاء الموافق 12تموز، ودعنا الكاتب والمفكر فايز محمود، وبرحيله تكون الساحة الثقافية العربية والأردنية، قد فقدت احد أهم الرموز الفكرية، الذي اقترنت توجهاته الفكرية بحياته العملية ، فلم يكن ممن يهتم بمركز أو منصب أو إن يكون صاحب مال، كان كل ما يسعي له هو حرية الإنسان ورفع الظلم والقهر عن البشرية، لم أعرف فايز محمود عبر أربعة عقود إلا ذلك الإنسان الرائع في أطروحاته الفكرية وعلاقاته الودودة مع كل إشكال وأصناف البشر، فلم يحمل إي عقدة للضغينة أو الحقد، إنما كان يداري نقده بالسخرية من كل إشكال الجبروت والطغيان ، ولم يعرف الحقد أو الحسد بل كان يكتفي بهزة رأسه مبتسما عندما يقع الحيف عليه، وعندما لا يعطي حقه، لقد كان يتمتع بأخلاق المفكرين العظام الذين نذروا حياتهم وجهدهم لقضية الإنسان أينما يكون، ولهذا كانت صداقتنا من العمق لأننا كنا نشاطر بعضنا في المفاهيم النضالية لأجل الإنسان المظلوم حيثما يكون.
وقال الناقد محمد المشايخ: برحيل المبدع الأردني فايز محمود، فقد الوطن العربي واحدا من أهم مفكريه التنويريين، والمنحازين إلي المقاومة،وقد دفع ثمن ذلك الانحياز وسُجن قبل هبة نيسان، وكان قبل السجن قد تبرّع بمكتبته لرابطة الكتاب الأردنيين، يضاف لذلك أنه كانت له علاقاته الحميمة مع الراحلين تيسير سبول ومؤنس الرزاز وسالم النحاس وخليل السواحري، ومصطفي الفواخيري، كما التقي فكريا مع الأدباء: د.خالد الكركي، علي الفزاع، محمد داودية، محمد ناجي عمايرة، أ.د.أحمد ماضي، أ.د.هشام غصيب، ابراهيم العجلوني، ممدوح أبودلهوم، جميل عويدات،محمد غالب مدادحه، مؤيد داود البصـّام، هذا عدا عن علاقاته وصداقاته لعدد كبير من ابرز رموز الأردن وشخصياته الوطنية، وبقدر ما كان مبدعا، بقدر ما شكـّلت أوضاعه المعيشية معضلة استعصت علي الحل، رغم كثرة الذين حاولوا المساعدة في حلـّها، ومما زاد الأمر سوءا تردي وضعه الصحي في الآونة الأخيرة..كانت إقامته الدائمة في رابطة الكتاب في أثناء عملي بها، فرصة لمطالعة كتاباته المستجدة، وللاستماع لآرائه وأفكاره الفلسفية، ووجهات نظره في مختلف أوجه الحياة، وجميعها كانت تجعلني أراه مبدعا غير عادي، ويفوق كثيرين من عمالقة الفكر في عالمنا العربي.
وقال الكاتب والناقد مجدي ممدوح:
فائز محمود يغادر عالمنا , وما يحزننا انه يغادر عالمنا دون إن ينجز مشروعه الفلسفي كاملا بسبب ضعف البصر الشديد الذي الم به في سنواته الأخيرة.
سيرة فايز محمود
من مواليد المنشية/ المفرق عام 1941، حاصل علي شهادة الثاني الثانوي العلمي من مدرسة المفرق الثانوية عام 1985، بدأ حياته الأدبية متعاوناً مع صحف المنار، وفلسطين، والحوادث، ثم مندوباً لمجلة الأسرة الأردنية في الكويت ومتعاوناً مع مجلة البيان وعدد من الصحف الكويتية، ثم عمل موظفاً في قسم الإعلام والعلاقات العامة بأمانة العاصمة، ثم موظفاً في وزارة الثقافة والإعلام، ثم انتدب من وزارة الثقافة للعمل في إذاعة عمان، وعمل بعدها مستشاراً ثقافياً في دار فيلادفيا للنشر، وعاد ليعمل معلقاً إذاعياً، وتعاون بعدها مع صحيفة الأخبار الأردنية، ثم عمل مستشاراً ثقافياً في جريدة الفجر في أبو ظبي، ومحرراً في مجلة الأزمنة العربية في الشارقة، ومندوباً لجريدة الرأي في الإمارات، وفيما بعد صار مندوباً صحفياً لجريدة الرأي وصوت الشعب في محافظة المفرق، ومحرراً في مجلة المواقف الأردنية، ومستشاراً ثقافياً لدار الفدين للنشر، وصحيفة المحرر، و خلال السنوات 1988-1990 عمل مديراً لتحرير مجلة أفكار، ثم مستشاراً لوزير الثقافة، ورئيس تحرير لمجلة صوت الجيل وعضو هيئة تحرير لمجلة أفكار وعضو لجنة التخطيط والتنسيق في الوزارة، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين (أمين شؤون خارجية سابق في هيئتها الإدارية) وعضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو مؤسس في منتدي المفرق الثقافي، وفي الجمعية الثقافية لتعميم اللغة الفصحي (عضو في هيئتها الإدارية سابقاً) وعضو مؤسس في جمعية أصدقاء الآثار بمحافظة المفرق، حاز علي جائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي من رابطة الكتاب عام 1994 وعلي ميدالية الحسين للتفوق من الفئة الأولي في مجال الآداب للعام 2000
û صدرت له الكتب التالية:
1ــ الحقيقة (بحث في الوجود)، ط1، عمان: المطبعة الهاشمية، 1971. ط2، عمان: المطبعة النموذجية، 1989.
2ــ العبور بدون جدوي (قصص) عمان: دار فيلادلفيا للنشر، 1973.
3ــ الأبله (قصة) عمان: رابطة الكتاب، 1979.
4ــ القبائل (قصص) عمان: اتحاد الكتاب الفلسطيني، 1981.
5ــ مشكلة الحب (العناء الإنساني دون جدوي) عمان: دار الأفق الجديد، 1982.
6ــ المفرق (تاريخ صحراوي) عمان: دار الأفق الجديد، 1983.
7ــ تيسير سبول (العربي الغريب) عمان: دار الكرمل، 1984.
8ــ الحرية والضرورة (في مجتمعات الإنسان والنمل) عمان: دائرة الثقافة والفنون، 1985.
9ــ أوراق فلسفية، عمان: وزارة الثقافة، 1988.
10ــ ثلاثة نقوش محجوبة (1) عمان: دار النسر، 1989.
11ــ ثلاثة نقوش محجوبة (2) عمان: رابطة الكتاب، 1997.
12ــ صدي المني (نصوص المقال) اربد: دار قدسية، 1990.
13ــ قابيل (قصص) عمان: وزارة الثقافة، 1990.
14ــ آفاق (في الفكر والعلوم) عمان: مطابع الدستور بدعم من وزارة الثقافة، 1996.
15ــ نزف مكابر (نصوص قصصية) عمان: دار النسر، 1996.ط2 2003.
16ــ ثلاثة نقوش محجوبة (2) رابطة الكتاب ودار الكرمل، عمان، 1997.
17ــ بلا قبيلة (مختارات قصصية) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.
ط2، وزارة الثقافة الأردنية، عمان، 2002ـ
18ــ الأردن آفاق وطنية وقومية، عمان، دار الإيمان 1998.
19ــ شروق -نصوص الخفاء- أمانة عمان الكبري، 1998.
20ــالأعمال الكاملة(إبداع) البنك الأهلي، 2006
21ــ آفاق في الأدب والفن، 2008
22ــ أوراق فلسفية، دار ورد، عمان، 2008
/7/2011 Issue 3953 - Date 20-
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق